الإعجاز العلمي في المعدة
من حيث:
حديث(الثلث) روى الترمذي في صحيحه(1) عَنْ المِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ـ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ يَقُولُ: مَا مَلأ آدَمِيٌّ
وِعَاءً شَرٌّا مِن بَطْنٍ، بِحَسْبِ ابْنِ آدَمَ أُكُلاتٌ يُقِمْنَ صُلْبَهُ فَإِنْ كَانَ لا مَحَالَةَ فَثُلُثٌ لِطَعَامِهِ وَثُلُثٌ لِشَرَابِهِ وَثُلُثٌ لِنَفَسِهِ قَالَ أَبو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ * كما رواه ابن ماجه في سننه(2(.
شرح الحديث:
أشار النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في هذا الحديث إلى عدة حقائق، فقد شبه النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ المعدة (المشار إليها في الحديث بالبطن) بالوعاء. وأخبر النبي أن ملء هذا الوعاء بكثرة الأكل شر على الإنسان. ونصح بالاكتفاء من الطعام على قدر الاحتياج، وقسم النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ حجم المعدة إلى ثلاثة أقسام وأخبر أن أكبر كمية من الطعام والشراب يمكن أن يتناولها المرء عند الحاجة الملحّة هو مقدار ما يملأ ثلثي حجم المعدة. وأخبر ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن ترك ثلث حجم المعدة خاليًا من الطعام والشراب ضروري لنَفَس الإنسان. وقد أثبت العلم الحديث هذه الحقائق وأيدها، وتقسيم حجم المعدة إلى ثلاثة أثلاث: ثُلُثين للطعام والشراب، وثُلُثٌ للنَّفَس، لم يُذكر سُدًى في هذا الحديث بل لحكمة بالغة تجلت ووضحت في هذا الزمان، فإذا سأل سائل لماذا هذا التقسيم وتحديده بالثُّلُث؟ ثم كم مقدار هذا الثُّلُث؟ وما الذي يحدث إذا تجاوز المرء ولم يلتزم بهذا التوجيه النبوي؟ ـ أمكن إجابته على ضوء المعارف الطبية الحديثة.
1-لماذا هذا التقسيم (الوارد في الحديث) بالثلث؟
نأخذها من 3 نواحي:
P-(ثلث لطعامه): إذا امتلأ البطن من الطعام فهو مضر للقلب والبدن
مثل/ادخال الطعام على البدن قبل هضم الأول أو الإكثار من الأغذية المختلفة التراكيب أو تناول الأغذية قليلة النفع،بطيئة الهضم.
ب-(ثلث لشرابه): أَوْصَى الأَطِبَّاءُ بِشُرْبِ الْمَاءِ مَعَ الطَّعَامِ؛ لأنَّه تَبَيَّنَ لهم أنَّ شُرْبَ الْمَاءِ مَعَ الطَّعَامِ يُفِيدُ في زِيَادَةِ إفْرازِ العُصَارَاتِ كُلِّهَا، في الْمَعِدَةِ والكَبِدِ والأمْعَاءِ، كما يُسَاعِدُ مهمَّةَ جِهَازِ الْهَضْمِ في تَلْيِينِ الطَّعَامِ وجَعْلِهِ كَعَجِينَةٍ تَنْفُذُ خِلَالَها العُصَارَاتُ الهاضِمَةُ ، ويَمْنَعُ الإمْسَاكَ.
ج-(ثلث لنَفَسِه): حِينَ وَجَدَ العُلَمَاءُ أنَّ الهَضْمَ لا يَتِمُّ بِدُونِ مُفْرَزاتِ الْمَعِدَةِ ، فإذا امْتَلَأَتِ الْمَعِدَةُ كُلُّهَا بالطَّعَامِ فَأَيْنَ تَجِدُ العُصَارَاتُ الهاضِمَةُ مَكَاناً لها؟
وهُنَاكَ سِرٌّ آخَرُ في هذا الحَدِيثِ ، فَقَدِ ابْتَكَرَ العُلَمَاءُ في الوِلَايَاتِ الْمُتَّحِدَةِ الأَمْرِيكِيَّةِ طَرِيقَةً جَدِيدَةً لإنْقَاصِ الوَزْنِ، وذَلِكَ بإدْخَالِ بالُونٍ إلى الْمَعِدَةِ، ويُنْفَخُ هذا البالونُ بِحَيْثُ يَمْلَأُ ثُلُثَ الْمَعِدَةِ، ويَبْقَى ثُلُثَا الْمَعِدَةِ الآخَرَانِ فارِغَيْنِ لِلطَّعَامِ، وقد وَجَدَ الباحِثُونَ أنَّها طَرِيقَةً فَعَّالَةً في إنْقَاصِ الوَزْنِ. ألَيْسَ هذا ما جاءَ بهِ الرَّسُولُ -عليهِ الصَّلَاةُ والسَّلَامُ- قَبْلَ أَكْثَرَ مِنْ أَلْفٍ وأَرْبَعِمائةِ عامٍ؟!
2- كم مقدار الثلث؟
مراتب الغذاء ثلاثة (أحدها): مرتبة الحاجة؛ (والثانية): مرتبة الكفاية؛ (والثالثة): مرتبة الفضلة. فأخبر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه يكفيه لقيمات يقمن صلبه، فلا تسقط قوته ولا تضعف معها.
3-ماذا يحدث إذا تجاوز المرء هذا الحد؟
إن البطن إذا امتلأ من الطعام، ضاق عن الشراب. فإذا أورد عليه الشراب ضاق عن النفس، وعرض له الكرب والتعب، وصار محمله بمنزلة حامل الحمل الثقيل. هذا إلى ما يلزم ذلك من فساد القلب، وَكَلِّ الجوارح عن الطاعات، وتحركها في الشهوات التي يستلزمها الشبع.
[
color=#0033cc]عمل الطالبتين:
أروى البيشي
سمية السيد
تم بحمد الله[/color]