المزارات الشركية
تقديم القرابين والنذور والهدايا للمزارات والقبور وتعظيمها:
لقد سدّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كل الطرق المفضية إلى الشرك ، وحذّر منها غاية التحذير ، ومن ذلك : مسألة القبور ، قد وضع الضوابط الواقية من عبادتها ، والغلو في أصحابها ، ومن ذلك :
- أنه قد حذّر - صلى الله عليه وسلم - من الغلو في الأولياء والصالحين ؛ لأن ذلك يؤدِّي إلى عبادتهم ، فقال : إياكم والغُلُوَّ ، فإنما أهلك من كان قبلكم الغُلُوُّ وقال : لا تُطروني كما أطرتِ النصارى ابن مريم ، إنما أنا عبدٌ فقولوا عبدُ الله ورسوله .
- وحذر - صلى الله عليه وسلم - من البناء على القبور ، كما روى أبو الهياج الأسدي قال : قال لي علي بن أبي طالب رضي الله عنه : ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ أن لا تدع تمثالًا إلا طمسته ، ولا قبرًا مشرفًا إلا سوَّيته .
- ونهى عن تجصيصها والبناء عليها ، عن جابر رضي الله عنه قال : نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن تجصيص القبر ، وأن يقعد عليه ، وأن يبنى عليه بناء .
- وحذَّر - صلى الله عليه وسلم - من الصلاة عند القبور ، عن عائشة رضي الله عنها قالت : لما نُزِلَ برسول الله - صلى الله عليه وسلم - طفق يطرح خميصة له على وجهه ، فإذا اغتم بها كشفها ، فقال وهو كذلك : لعنةُ الله على اليهود والنصارى ؛ اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد ، يحذرُ ما صنعوا ، ولولا ذلك أبرز قبره ، غير أنه خشي أن يُتَّخذَ مسجدًا .
وقال - صلى الله عليه وسلم ) : ألا وإنَّ من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم مساجد ، ألا فلا تتخذوا القبورَ مساجد ؛ فإني أنهاكم عن ذلك.(
واتخاذُها مساجد معناهُ : الصلاة عندها وإن لم يبن مسجد عليها ؛ فكلُّ موضع قصد للصلاة فيه فقد اتُّخذَ مسجدًا ، كما قال - صلى الله عليه وسلم) : جعلت لي الأرض مسجدًا وطهورًا فإذا بني عليها مسجد فالأمر أشد). وقد خالف أكثر الناس هذه النواهي ، وارتكبوا ما حذر منه النبي - صلى الله عليه وسلم - فوقعوا بسبب ذلك في الشرك الأكبر ؛ فبنوا على القبور مساجد وأضرحة ومقامات ، وجعلوها مزارات تمارس عندها كل أنواع الشرك الأكبر ، من الذبح لها ، ودعاء أصحابها ، والاستغاثة بهم ، وصرف النذور لهم ، وغير ذلك .
أن الذي شرعه النبي - صلى الله عليه وسلم (عند زيارة القبور إنما هو تذكر الآخرة ، والإحسان إلى المزور بالدعاء له ، والترحم عليه والاستغفار ، وسؤال العافية له ؛ فيكون الزائر محسنًا إلى نفسه وإلى الميت ، فقلب هؤلاء المشركون الأمر ، وعكسوا الدين ، وجعلوا المقصود بالزيارة : الشرك بالميت ، ودعاءه والدعاء به ، وسؤال حوائجهم ، واستنزال البركات منه ، ونصره لهم على الأعداء ، ونحو ذلك ؛ فصاروا مسيئين إلى أنفسهم ، وإلى الميت ، ولو لم يكن إلا بحرمانه بركة ما شرعه تعالى من الدعاء له والترحم عليه والاستغفار له ).
وبهذا يتضح أن تقديم النذور والقرابين للمزارات شرك أكبر ؛ سببه مخالفة هَدْي النبي - صلى الله عليه وسلم - في الحالة التي يجب أن تكون عليها القبور من عدم البناء عليها وإقامة المساجد عليها ؛ لأنها لما بنيت عليها القباب ، وأقيمت حولها المساجد والمزارات ، ظن الجهال أن المدفونين فيها ينفعون أو يضرون ، وأنهم يُغيثون من استغاث بهم ، ويقضون حوائج من التجأ إليهم ، فقدموا لهم النذور والقرابين ؛ حتى صارت أوثانًا تُعبدُ من دون الله ، وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم) : اللهم لا تجعل قبري وثنًا يُعبد ), وما دعا بهذا الدعاء إلا لأنه سيحصل شيء من ذلك ، وقد حصل عند القبور في كثير من بلاد الإسلام ، أما قبره فقد حماه الله ببركة دعائه - صلى الله عليه وسلم - وإن كان قد يحصل في مسجده شيء من المخالفات ، من بعض الجهال أو الخرافيين ، لكنهم لا يقدرون على الوصول إلى قبره.
عمل الطالبات:
( أمل الحربي – رزان رمزي – سراب نايف – لجين عالم – نوف السهلي – نوف آل خلاف )