المزاح واَدابه

(المُزاح وآدبه)

.


.


.

اولاً.:الناس والمزاح:.

اعتاد الناس في قديم الدهر وحديثه أن يخلطو حياتهم بشيء من الدعابه,تضفي على حياتهم شيئاً من اللطف والانس,وهذا جارٍ مع الاصحاب والاقران, ومع الاهل والاولاد وغيرهم, لايكاد يخلو من ذلك احد,لكنهم فيه بين مُقِلٍّ ومستكثر.



ثانياً.:أهمية معرفة ادابه الشرعية:.

المسلم-بوصفه عبداً لله تعالى-لابد ان يضبط حياته بمنهج الله في كل شأن من شؤونه,حتى يحقق في نفسه العبودية التامة لله تعالى
ولآجل كثرة المزاح في الناس اليوم فلابد من معرفة انواعه وضوابطه الشرعية,ويلتزم المسلم بها,ولايحيد عنها,ليحصل بسبب ذلك الثواب,ويدفع عن نفسه العقاب.


ثالثاً.:اقسام المزاح:.

1-مزاح محمود:وهو ماله غرض صحيح,مقرون بنية صالحة,منظبطه بالقواعد الشرعية.
ومن امثلة ذلكـ:ممازحة الرجل والديه بأدب او اهله وولده او ممازحة القرين بنية ادخال السرور على قلبه,فهذا يثاب عليه المرء والادله على ذلك كثيره ومنها:-

حديث عائشه -رضي الله عنها- انها كانت مع النبي -صلى الله عليه وسلم- فيسفر,قالت:فسابقته على رجليَّ,فلما حملت اللحم سابقته فسبقني,فقال: ((هذه بتلك السَّبقة))..


رابعاً.:ضوابط وآداب المزاح:.

اولاً:الامور التي ينبغي العناية بها في المزاح:

1-النيةالصالحه,والمراد ان يستحر المرء عند مزاحه نية فعل َخيِّر يحبه الله تعالى,وذلك كان ينوي ادخال السرور على نفسه واخيه اوزوجه وولده,او ينوي بذالك تقريب شخص الى فعل خير بتلك الدُّعابة, او إجمام النفس لتتقوى على عمل صالح او اي نية اخرى صالحة,ويدل على هذا الاصل العظيم قول النبي-صلى الله عليه وسلم-: ((انما الاعمال بالنيات))رواه البخاري ومسلم

2-التزام الصدق,فعن ابي هريرة-رضي الله عنه-قال:قالوا:يارسول الله,إنك تداعبنا؟!قال: ((إني لااقول الا حقا))رواه احمد والترمذي والبخاري...الخ

3-الاحترام والتقدير للأخرين,وانزال الناس منازلهم,ومعرفة نفسية المقابل,فليس كل الناس ستقبل المزاح,وقد قيل:لاتمازح صغيراً فيجترئ عليك,ولاكبيراً فيحقد عليك.
وعن انس-رضي الله عنه-مرفوعاً: ((ليس منامن لم يرحم صغيرنا,ويُوَقِّر كبيرنا)).رواه احمد وابوداوود والترمذي...الخ

ثانياً:الامور التي تجتنب في المزاح:

1-الكذب,فالكذب محرم الجد والهزل,مذموم في الشريعة.وقد ورد التهديد الخاص لمن كذب لإضحاك الاخرين,وما ذلك الا لخطورته وسهولة انجراف النفس فيه مع تشحيع الاصحاب
فعن بهز بن حكيم,عن ابيه,عن جده معاوية بن حيدة-رضي الله عنه-قال سمعت رسول الله-صلى الله عليه وسلم-يقول: ((ويلٌ للذي يحدث بالحديث ليضحك به القوم فيكذب وان كان مازحاً))رواه احمد والترمذي والبخاري


2-الاكثار منه,لانه مضيعة للوقت,مذهب للهيبة,مضيع للشخصية,مميت للقلب,مذهب للجِدِّ الذي ينبغي ان يتميز به المسلم في حياته.

3-المزاح مع النساء الاجانب,فأن ذلك سبب للفتنة,والوقوع فالفاحشة,وميل القلب الى الحرام.

4-الاذى والإضرار بالآخرين,والاساءة اليهم,وترويعهم...الخ فإن هذا يورث الاحقاد والضغائن,وقد يؤدي الى النزاع والخصام وينقلب به الهزل الى جد.

5-المزاح بالامور الشرعية,وذلك لان المزاح بها يعتبر سخرية واستهزاء,وذلك كفرٌ مخرج من الاسلام-والعياذ بالله- قال تعالى: ((ولئن سألتهم ليقولون انما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وءاياته ورسوله كنتم تستهزءون<65>لاتعتذروا قد كفرتم بعد ايمانكم)).سورة التوبة آية66

ومن الامثله على ذلك كالسخرية بحملة الدين من الصحابة,والعلماء,والصالحين,وحكاية اصواتهم وتقليد حركاتهم,اوذكر فتاواهم على سبيل الضحك والسخرية.


واخيراً صور من مُزاح النبي-صلى الله عليه وسلم:-

1-عن انس-رضي الله عنه- قال له: ((ياذا الاذنين)),قال ابواسامه-احد رواة الخبر-يعني:يمازحه.رواه ابوداود والترمذي.

2-عن انس-رضي الله عنه-ان رجلاً استحمل رسول الله-صلى الله عليه وسلم-فقال: ((اني حاملك على ولد الناقة)),فقال:يارسول الله ماأصنع بولد الناقة؟!فقال: ((وهل تلد الإبل الا النُّوق)).رواه بوداود والترمذي.