(1)
الكلمة ادهشت العالم الانكليزي مستر ( داز ) فقال مبدياً اعجابه بالنبي صلى الله عليه وآلة : ( ويكفي ان قوله المأثور نحن قوم لا نأكل حتى نجوع ، وإذا أكلنا لا نشبع ) وهو الاساس الذي بنى عليه علم الصحة ولا يستطيع الاطباء على كثرتهم ومهارتهم ان يأتوا اليوم بنصيحة أثمن من هذه ) .
وهكذا كل كلماته وتشريعاته صلى الله عليه وآله التي تعتبر بحق هي اساس الصحة ، فانه قد عالج الامراض النفسية والعصبية العضوية والجراحية بشتى العلاج ، ومنه الوسائل الوقائية ، كالصيام واجتناب اتيان النساء في المحيض وتحريم الميتة والدم ولحم الخنزير والخمر وغير ذلك من الوسائل ببيان يتناسب وعقلية المجتمع يومئذ ، فمثلا نجده صلى الله عليه وآله تناول الصحة الغذائية باحاديثه الكثيرة ، وما للأصناف المختلفة من الفواكه والخضر والحبوب والبقول واللحوم وغير ذلك ، بل وحتى انواع الطيب وسائر المشروبات من فوائد وما قد ينجم عن استعمالها بصورة غير صحيحة من مضار ، وما يترتب على استعمالها بصورة صحيحة من صحة ونمو يوفران للجسم أداء وظائفه الحيوية والنفسية .
بل ويمكن القول انه صلى الله عليه وآله فرض قوانين العزل والمحاجر الصحية بكلمة واحدة استفاد منها اعلام الطب ذلك وتلك هي
(2)
كلمته صلى الله عليه وآله : ( إذا سمعتم بالطاعون بارض فلا تدخلوها ، وإذا وقع بارض وانتم بها فلا تخرجو منها ) فقد اعتبر اطباء الاسلام هذا الحديث فتحاً جديداً فدرسوه وتعمقوا في دراسته حتى وضعوا على ضوئه قوانين العزل والمحاجر تجنباً من العدوي .
وان اقواله صلى الله عليه وآله ( المعدة بيت الداء ، والحمية رأس الدواء ) ، ( المعدة حوض البدن والعروق اليها واردة ، فاذا صحت المعدة صدرت العروق بالصحة وإذا سقمت صدرت العروق بالسقم ) ( ما ملأ ابن آدم وعاء شراً من بطنه يحسب ابن آدم أكلات يقمن صلبه ، فان كان لا محالة فثلث لطعامه ، وثلث لشرابه ، وثلث لنفسه ) ، ( أياكم والبطنة فانها مفسدة للبدن ومورثة للسقم ومكسلة عن العبادة ) .
فهذه المجموعة الطيبة الطبية أكدت باصرار على ضرر التخمة والنهم ، وانهما اساس الداء ، وإنها لتستمد ذلك من قوله تعالى ( كلوا واشربوا ولا تسرفوا ) ولقد قررت ابحاث الطب العلاجي والوقائي ان اعظم قاعدة لحفظ الصحة هي العمل بالآية الشريفة ، كما وقد ثبت طبياً أن النهم والتخمة والشره اسباب تفتك بالمعدة وتحطم الكبد وتفني القلب ، وتسبب تصلب الشرايين ، والذبحة الصدرية ، وارتفاع ضغط الدم ، والبول السكري ، وغير ذلك من الامراض الفتاكة ، وانه لا وقاية من ذلك ولا
علاج لها إذا أصيب بها الانسان ـ والعياذ بالله ـ إلا الحد من شهوة الاكل وعدم الاسراف فيه وفي الشرب
[عمل الطالبات. لمى اللبان . اثير حامد . اثير سفر ]
صف . 3/1 علمي