[٧:٥٩ م ٢٦/١٠/٢٠١٤]
ohood-nawaf@gmail.com 122: العبث بالأماكن العامة وتدمير المرافق
وإتلاف وسائل المواصلات والحدائق وقطع الأشجار وتحطيم الأسوار والكتابة على
الجدران، هذه التصرفات غير المسؤولة أصبحت شيئا عاديا في حياتنا في ظل غياب الذوق
العام والجهل بأهمية هذه المنجزات في حياتنا الاجتماعية.
بعض علماء الإسلام وخبراء الاجتماع وعلم
النفس يرجعون هذه التصرفات العبثية إلى غياب التوعية الدينية بأهمية الحفاظ على
الممتلكات العامة ويؤكدون أن الجو الأسري المشحون ينعكس على سلوكيات الأبناء داخل
المجتمع.. والقضاء على هذه السلوكيات الخاطئة من الأبناء يبدأ من داخل البيت الذي
يجب أن يأخذ على عاتقه تربية أبنائه على تحمل المسؤولية والتعامل مع الممتلكات
العامة على أنها أمانة سنحاسب عليها يوم القيامة.
الدكتورة آمنة نصير أستاذة العقيدة
الإسلامية في جامعة الأزهر ترى أن الممتلكات العامة والمرافق العامة والمؤسسات
والمساجد والمدارس والمستشفيات والطرق ووسائل المواصلات أمانة في أعناقنا سنحاسب
عليها أيا كانت مكانتنا الوظيفية أو الاجتماعية وتقول: إن الله سبحانه
وتعالى حرم الاعتداء على مال الغير بأي نوع من العدوان وجعله ظلما، وحرم علينا
الاعتداء على الممتلكات التي ليس لها مالك معين. من هنا كان لزاما علينا المحافظة
عليها والتعامل على أنها كممتلكاتنا الخاصة. وتربية الأبناء على أن ذلك الأمر
ضرورة دينية فنغرس داخلهم حب الأرض والبيئة والمجتمع ونعودهم على احترام الطبيعة
وحب الخير للجميع في كل زمان ومكان كما يجب على الوالدين أن يشعرا أولادهما بأهمية
الممتلكات العامة وأنها وجدت من أجلهم ويجب المحافظة عليها والدفاع عنها في كل
زمان ومكان ليستفيدوا منها ويستفيد غيرهم.
وترى د. آمنة نصير أنه رغم أن ديننا
الحنيف يأمرنا بالحفاظ على الشوارع والطرقات والأماكن العامة جميلة نظيفة ويدعونا
إلى عدم العبث بها فإنه للأسف الشديد هناك الكثير من الآباء والأمهات لا يهتمون
بهذا الأمر ولا يطبقون أوامر ديننا الحنيف وهم بذلك لا يضرون أنفسهم فقط وإنما
يلحقون الضرر بأولادهم لأنهم ينشأون على الانحراف والفساد واللامبالاة والتخريب
والتدمير فتفسد حياتهم ويضيعون.
الوعية الدينية
الدكتور طه أبو كريشة الأستاذ بجامعة
الأزهر يؤكد أن المحافظة على الأماكن العامة يجب ألا يكون شعارا نرفعه أو كلاما
نردده فالمسألة أكبر من الشعارات والعبارات إنه واجب ديني واجتماعي وأخ
[٨:٠٠ م ٢٦/١٠/٢٠١٤]
ohood-nawaf@gmail.com 122: والعبارات إنه واجب ديني واجتماعي وأخلاقي، لذلك
يجب أن يكون الوازع الديني أمامنا ونحن نعلم أولادنا كيف يحافظون على الممتلكات
العامة في الشارع والمدرسة والنادي ووسائل المواصلات والمرافق ويقول: التوعية
الدينية أهم وسيلة للتصدي لمثل هذه التصرفات ولكن من المهم أن تعي الأسرة دورها
تجاه أفرادها وتأخذ على عاتقها أهمية تعليم الطفل دوره تجاه البيئة المحيطة به.
[٨:٠١ م ٢٦/١٠/٢٠١٤]
ohood-nawaf@gmail.com 122: والتوعية الدينية تبدأ بغرس السلوكيات
الحميدة وإشعار الأبناء بالمسؤولية الدينية والانتماء لوطنهم وبأن المال العام
يساوي في أهميته المال الخاص وأن المرافق العامة أمانة في عنق جميع المواطنين.
ويضيف: ينبغي على كل أب أن يتعامل مع
ابنه بشيء من الرفق واللين حتى لا ينمي عنده العنف وبدلا من أن يشب الابن على أن
“إماطة الأذى عن الطريق صدقة” يكبر على نزعة التخريب والتدمير والإفساد.
ويرى د. أبو كريشة أن المحافظة على
البيئة والأماكن العامة أمر يتعلق بالضمائر والوجدان وهذه أمور لا يعرف صدقها إلا
الله، ويؤكد الرسول صلى الله عليه وسلم أن المحافظة على البيئة والمال العام أمر
يضاعف ثواب الإنسان.. قال صلى الله عليه وسلم: “لقد رأيت رجلا يتقلب في الجنة في
شجرة قطعها من ظهر الطريق كانت تؤذي المسلم”.
وتعدد صور الإحسان إلى البيئة يكون بكف
الأذى عن الموارد والمرافق كموارد الماء والطرق العامة والحدائق والمتنزهات
والأماكن الظليلة.
ويؤكد د. أبو كريشة أن الإسلام يرفض كل
سلوك بشري يمثل إزعاجا أو إضرارا نفسيا أو بدنيا بأفراد المجتمع فيرفض الضوضاء
والإزعاج وإشغال الطريق بأي شكل سواء بمخلفات البناء أو القمامة أو غير ذلك مما
يعوق حركة الناس ويضر صحتهم
توعية شاملة
[٨:٠٢ م ٢٦/١٠/٢٠١٤]
ohood-nawaf@gmail.com 122: الدكتور علي مكاوي أستاذ علم الاجتماع
بكلية الآداب في جامعة القاهرة يشدد على دور الأسرة في تربية أولادها ويقول:
الأسرة مسؤولة عن توعية أولادها بأهمية هذه الممتلكات وأنها منافع للجميع وضرورة
عدم العبث بها.. فديننا الإسلامي يحثنا على ذلك والدولة أنشأت المدارس والمكتبات
العامة والمستشفيات والحدائق والطرق وغيرها من الممتلكات لخدمة الجميع.
لذلك يجب أن نربي أولادنا على أن هذه
الأماكن يجب عدم إتلافها وتشويهها، وإلا قلت الاستفادة منها، وأن من يقوم بتشويه
جدرانها بالكتابة عليها إنما يلحق الضرر بالجميع. وهذا يتطلب متابعة مستمرة
للأبناء والاقتراب أكثر من الشباب وصغار السن وتفهم المرحلة التي يمرون بها وغرس
حب الآخرين في نفوسهم واحترام ممتلكاتهم.
ويرجع د. مكاوي ظهور مثل هذه السلوكيات
لدى الأبناء إلى الجو الأسري المشحون وما يترتب عليه من تعامل الوالدين تجاه
الأبناء مع قلة تدريب الأبناء على الضبط الانفعالي في أوقات الغضب.. كما أن كثيرا
من الآباء يستجيبون سريعا في حالة إتلاف أحد أولادهم الحاجات الشخصية أو الأجهزة
المنزلية ويوفرون البديل فينشأ الأبناء وهم لا يشعرون بقيمة ما حولهم من ممتلكات
خاصة أو عامة.
وعن السبيل للتغلب على هذه العادة السيئة
يقول د. المكاوي: التصدي لظاهرة تخريب الأطفال والشباب للممتلكات العامة يبدأ من
داخل البيت لأن الطفل عندما يذهب إلى المدرسة يكون قد اكتسب معلومات وقدرات من
المنزل وبالتالي فالأسرة يقع عليها العبء الأول في غرس المفاهيم الصحيحة لدى الطفل
ليدرك أهمية احترام ملكية الغير وبعد ذلك يأتي دور المدرسة في تكملة ما بدأته
الأسرة فيتعود الابن على التعامل مع الممتلكات العامة على أنها ملك خاص فيحافظ
عليها أينما وجدت.
[٨:٠٣ م ٢٦/١٠/٢٠١٤]
ohood-nawaf@gmail.com 122: ويرى د. مكاوي أن الإعلام لابد أن يقوم
بدوره في توعية الوالدين بأهمية إشعار الأبناء بالمسؤولية وزرع الانتماء الوطني
فيهم بعمل برامج ومسلسلات ترسخ لدى الجميع أن المال العام يساوي في أهميته المال
الخاص وأن المرافق العامة هي ملك للجميع ولكل المجتمع حق الانتفاع بها.