إن من الملاحظ أن هناك قناعة أو تصورا خاطئا لدى البعض وهو أنهم يرون أن المرافق الحكومية ليست ملكا خاصا لهم بل هي ملك للعامة, ولذا فلا يرون أهمية بصيانتها ونظافتها والاهتمام بها, لأنها ملك عام, وهذا يؤكد الحاجة إلى تعزيز الشعور الجماعي الوطني لدى الجميع بالإحساس أن المرافق العامة هي ملك شخصي لكل مواطن, وأنه يتحمل مسؤولية العناية بها والاهتمام بها وعدم التعدي والاعتداء عليها بأي شكل من الأشكال وأي وجه من الوجوه. إننا نتمنى أن يشعر كل مواطن بالحرص الشديد على كل مرفق والتعامل معه بشعور جماعي وطني يجسد روح المواطنة الحقة التي تعكس المشاركة الفعالة في كل أمر يخص هذا الوطن .كما أن مثل هذا العبث وهذه اللامبالاة تعكس قلة الوعي الحضاري لدى فئة كبيرة تستهتر بهذه المرافق ولا تهتم بها, ولا تتوانى عن رمي المخلفات فيها أمام ابنائه الذين يقتدون بالكبار بهذه التصرفات وهذا السلوك المتخلف الذي يرسخه فيهم الكبار.إننا حين نرى المرافق العامة في الدول المتطورة نجد أنها نظيفة وخالية من العبث والتخريب, وهذا يظهر مدى ما تتمتع به تلك الشعوب من تطور حضاري يجعلهم في مستوى من الثقافة والتطور السلوكي ما يجعلهم راقين في سلوكهم الحضاري العام, فلا يرون في تشويه المرافق العامة إلا سلوكا متخلفا يجب محاربته ومواجهته.ونحن كشعب مسلم أولى بأن نكون أكثر رقيا ووعيا وتطورا من بقية شعوب العالم, انطلاقا مما يحث به ديننا الحنيف من حث على النظافة وعدم أذية الآخرين من خلال تخريب ما يستخدمون, وقد حث ديننا الحنيف على إماطة الأذى عن الطريق وجعل الثواب والأجر لفاعله, ففي الحديث الشريف (وإماطة الأذى عن الطريق صدقة) أو كما قال عليه الصلاة والسلام, وهذا يجسد قمة المشاركة الجماعية التي تذيب المواطن في جسد الجماعة وهو هنا المجتمع والوطن. لذا فإننا نتطلع إلى أن تقوم الأسر بواجبها التربوي المهم في تربية أبنائها على السلوك الحضاري المتطور, وتعويدهم أن المرافق العامة هي ملك لكل مواطن, وأنه لا يجوز التعدي عليها وتشويهها, كما أنه لا يجوز الاعتداء على كل مواطن, بل إنه يجب أن يكون مواطنا متعاونا فاعلا متحضرا.
إعداد طالبات _ ثالث علمي 3:
1 _ شيماء العمري
2_ سندس بخاري